►30 Minutes|علاء حمّودي
أربع سنوات مضت على أول عهد فريق نجم المتلوي بالرابطة المحترفة الأولى لمّا رافق قرمبالية الرياضية ذات شهر ماي سنة 2013 للـ“ناسيونال“، إنجاز كان مهمّا للفريق الذي تأسس سنة 1950 وانتظر طويلا ليلعب ضمن صفوة أندية تونس، الحلم لم يتوقف هناك حيث حافظ الفريق على موقعه بين الكبار للموسم الرابع على التوالي بل حقق إنجازا فريدًا آخر، فبعد إنهائه الموسم الماضي رابعا للترتيب العام وراء النجم الساحلي والترجي الرياضي والنادي الصفاقسي ها إن أبناء مدينة المناجم يقتطعون تذكرة مشاركتهم في المرحلة الأخيرة للبطولة بعبورهم لـ“بلاي أوف” الموسم الحالي في مركز ثالث عن المجموعة الثانية وراء الترجي والإفريقي.
أبناء المدرب محمد الكوكي الذي ارتبط اسمه بالفريق، وبإجماع كل المتابعين كانوا من أفضل الفرق التي تعمل في صمت طيلة المواسم الماضية بل ومن القلة التي لا يرافق عملها ونتائجها هالة إعلامية والكثير من التصريحات التي تجنبتها إدارة الفريق وعرفت كيف تعالج مشاكلها الداخلية بعيدًا عن الأضواء وبأقل ضوضاء ممكنة.
الفريق وبإمكانيات لا تتعدى شيئا من الميزانيات التي يرصدها الأربعة الكبار بمنطق “الدينار” تمكن من حجز مقعد له في السباق الأخير لبطولة أخرى ستجرى لاحقا لتحديد بطل الموسم. ولئن يدرك الجميع أنه سيكون من الصعب جدّا إن لم نقل مستحيلا أن نرى فريقا غير الحرس القديم بطلا للموسم الحالي، فإنجاز “ليستر سيتي” وتصدر “لايبزيغ” في ألمانيا لا يمكن أن يكسرا قاعدة “التتويج للكبار” بلغة الجمهور والأموال وهو ما نتوقعه ولا نتكهن به هاهنا.
محمد الكوكي مدرب الفريق للموسم الثاني على التوالي كان قريبا من المغادرة باتجاه أحد فريقي ضاحيتي العاصمة ببداية الموسم لكنه لم يتعجل ووضع تركيزه مع مجموعة من الشبان تضم أسماء متميزة على غرار الحارس بلال السويسي والمهاجم محمد علي بن حمودة والقائد زياد البكوش والبقية من فؤاد الخرايفي إلى فهمي المعاوين وأشرف الزواغي..
مجموعة يؤطرها رئيس الفريق بوجلال بوجلال العضو الجامعي السابق الذي يعرف جيدا كيف تحاك وتجرى الأمور بين الأروقة مع التأكيد على بعد الفريق عن الحسابات الضيقة والخول في سوق البيع والشراء التي نشطت في المدة الماضية وستنشط أكثر في الجولتين المقبلتين خاصة على مستوى أندية أسفل الترتيب.. الفريق حقق المهم وأكد أنه ما عاد من أندية الصف الأخير وأنّ آماله تزداد موسما عن آخر، الفريق تغلب على نفسه وحقق ست انتصارات وثلاث تعادلات ومثلها من الهزائم مسجلا 15 هدفا مقابل ولوج 13 كرة شباكه ما يعني أن الفريق حقق المهم دون الدخول في ضغوطات حسابات كثيرة منذ بداية الموسم ومع تعزيز صفوفه بعناصر أخرى في المرحلة المقبلة قد يكون منافسا شرسا على اللقب.
نجم المتلوي حقق إنجازا فريدًا وكل من يحب كرة القدم ويتابع جيدا الأندية التونسية يدرك أن مستقبل الفريق أفضل من حاضره باختياره الابتعاد عن الفرحة المفرطة والتباكي لسبب أو دونه، فضلا عن قدرة القائمين على الفريق من مسؤولين على استيعاب المشاكل الداخلية ومنع تسربها والقدرة على التحكم في الأمور في نطاق المعقول رغم أن محبي الفريق هددوا في أكثر من مناسبة ونفذوا وقفات احتجاجية بسبب غياب الدعم المادي للفريق..
الفريق كما ذكرنا رافق إلى حدّ الجولة الخامسة إيابا بالمرحلة الأولى، الترجي والإفريقي والصفاقسي إلى الجزء الموالي من السباق وعلى مسؤولي فريق المناجم التجهيز جيدا وعدم الاكتفاء بدور المتابع و“العبرة في المشاركة“، فمن المنتظر أن يلتحق فريقان من ثلاثة بالمرحلة المقبلة عن المجموعة الأولى(النجم الساحلي واتحاد بن قردان والنادي البنزرتي)، والفريق لم يعلن إلى الآن عن أهدافه من المرحلة المقبلة..
إلى هذا الحدّ قام الفريق بكل ما هو مطلوب في انتظار التأكيد بتقديم وجه متميز في “بلاي أوف” الكبار والفريق وضع نفسه واحدًا منهم، فهل سيكون ردّ اللاعبين على الميدان في مستوى تطلعات محبيه ومحبي مفاجآت الكرة أم لا.. سنتابع بعد فترة..