ينتصبُ وسط جزيرة جربة هذه الأيام معرض للمخطوطات القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرنين ونصف. وينقسم المعرض الموجود في قاعة عرض الفضاء المتوسطي بمدينة جربة حومة السوق إلى جزءين اثنين، جزء أوّل يعرّف بمكتبة كاملة تم جلبها منذ سنة 1981 من ” تركيا”، في حين يقدم الجزء الثاني فكرة على أهم المخطوطات التي قدمتها المدرسة البارونية في جربة، وأقدمها وثيقة تاريخية في شكل تفسير لسورة مريم من القرآن الكريم، تعود إلى سنة 528 للهجرة. وتعود المكتبة التركية إلى المدرسة التابعة لجامع “الباسي” في جربة والذي تم إنشاؤه منذ أكثر من قرنين ونصف.
30دقيقة- هيثم المحضي
قال منجي الباسي المسؤول على هذه المكتبة في تصريح لـ”30 دقيقة”: “هذا المعرض يمثل إرثا حضاريا كبيرا، إذ قمنا خلال هذه المناسبة بعرض ما تبقى في المكتبة التركية الموجودة في جامع الباسي التي تم تأسيسها منذ قرابة 240 سنة”.
وتضم هذه المكتبة قرابة 170 نسخة منوعة بين كتب القرآن وكتب أخرى في العلوم والدين. ومن بين أهم ما تم عرضه كتاب قرآن مترجم إلى اللغة التركية، ويعود تاريخه إلى أكثر من 250 سنة ويعتبر هذا الكتاب من بين الأقدم تاريخيا في تونس.
ويعرض الفضاء وثائق في شكل مخطوطات أخرى تمت عملية ترقيمها ونسخها من أجل المحافظة عليها من الإتلاف. وبحسب “الباسي” فإن جامع الباسي كان له في السابق وظيفة اقتصادية واجتماعية، إضافة إلى وظيفته الأصلية الدينية، “فكغيره من العديد من المساجد في جربة كانت عبارة على مدرسة يتعلم فيها الطلاب من داخل الجزيرة أو من خارجها الدين والمهن”. ومنذ ذلك الوقت، سهر المشرفون على هذا المعلم على المحافظة على كل هذه المخطوطات التي تعرض أول مرة في الجزيرة بعد عملية التدقيق الكبيرة التي استغرقت أكثر من 6 أشهر.